لو كان وليد جنبلاط في بلد غير لبنان لخضع للمحاكمة ولكان مصيره السجن وعلى الارجح الاعدام لما قام به من جرائم ومواقف غير وطنية (كي لا نقول كلمة اخرى )
ضد شعبه ووطنه طوال فترة ممارسته السياسة والعسكر، ولكن في لبنان وللاسف ننسى بسرعة والزعيم لا يحاكم ولا يحاسب ، وان حوسب وحوكم تخرج بدعة العفو والمصالحة الوطنية لتسامح المجرم على فعلته كما في حال قائد القوات اللبنانية سمير جعجع فيخرج علينا بطلا فخورا متعاليا اعتقادا بان دخوله السجن كان ظلما وجورا اقتضى تصحيحه بل الاعتذار منه ليتابع مسيرة المقاومة التي يؤمن بها وهذا المقاومة لم تتعدى حدود جونية و حاجز البربارة والصفرا والاشرفية وحتى لا ننسى حالات حتما موقع جريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رشيد كرامي طبعا قد يقول قائل ان جميع زعماء المليشيات قاموا باعمال حربية شملت توقيفات وخطف واعتقال واحتلال وما شابه وهذا صحيح ولكن ما قام به وليد بك من اعمال غير تلك التي ذكرت لها نكهات خاصة وبصمات واضحة لا يمكن ان نتسى حتى ولو حاول حلفاء اليوم اعداء الامس ان يتجاهلوا هذا الامر بحجة المصالحة الوطنية وطوي صفحة الماضي. لا بأس ان نستعرض بعض انجازات الزعيم الاشتراكي على الصعد السياسية والوطنية والانسانية.
سياسيا، يكتب التاريخ موقف الوليد المميز ابان اجتياح اسرئيل لبنان عام 1982 حيث تحول الزعيم الوطني المقاوم كما يسمي نفسه بقدرة قادر الى صديق حميم للمحتل وتفرد باستقبال رئيس اركان العدو انذاك آرييل شارون في قصره في المختارة فيما كان جنوده يرشون الارز على الدبابات المعادية.
وطنيا، عام 1983 اصدر امير المختارة مرسوما بمنع العلم اللبناني في مناطق نفوذه في الجبل وللمفارقة سمعناه بالامس يطالب المتظاهرين برفع العلم اللبناني فقط لا غير، طبعا التزمت قرى الشوف بقرار الزعيم الذي اراد ان يسري نفس القرار على مناطق ما يعرف ببيروت الغربية آنذاك فتصدت له حركة أمل التي خاضت ضد قراره بمنع العلم اللبناني معارك طاحنة ادت الى تقهقره وبالتالي رفع العلم اللبناني عاليا.
انسانيا ، فجع لبنان بمجازر حرب الجبل حيث قام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وقواته بشن حرب ابادة ضد القرى المسيحية في خطوة اجرامية ليس لها من مثيل لبنانيا تمثلت بتدمير قرى بأكملها فوق رؤوس ساكنيها وتهجير اكثر من 200 الف مسيحي وقتل تصفية آلاف العائلات المسيحية بغية اقامة كانتون درزي مستقل.
بعد هذا الاستعراض الموجز لانجازات الزعيم وليد جنبلاط يجب ان نعترف باننا جميعا معارضة وموالاة يمينيون ويساريون مسيحيون ومسلمون مسؤولون عن كل هذه المصائب فيوم قام جنبلاط بابادة المناطق المسيحية في الجبل رفع الوطنيون ومعظمهم من المسلمين وليد بك الى الاكف وتفاخروا بتحالفه ومصادقته واليوم حين يغدر ابو تيمور بحلفاء الامس ويتحالف مع الاميركان ضد المقاومة وشعبها يحمله المسيحيون على الاكف ايضا دون سؤال او حساب عن جرائم الماضي. فهل نحن شعب مؤهل للبقاء ام شعب قام على فعل النكايات.
مشكلة لبنان هي وليد جنبلاط حين نصل الى مرحلة محاكمة وليد جنبلاط قد نحل جزء كبير من المسالة اللبنانية.