hanady مشرفة
عدد الرسائل : 17 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 31/03/2007
| موضوع: قائـد الجيـش: صرخـة وجـع الجمعة أغسطس 17, 2007 11:17 am | |
| صحيح أن اتصالاً هاتفياً جرى بين قائد الجيش العماد ميشال سليمان و الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الصحيح أيضاً أن الرئيس الأسد أكد لقائد الجيش وقوف سوريا مع الجيش ومع لبنان في مواجهة تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم النهر البارد وأي تنظيم إرهابي آخر في أي مكان في لبنان، وهو أبدى له الاستعداد لتقديم كل الدعم العسكري الذي يحتاجه الجيش اللبناني، ليس في معركته ضد الإرهاب فقط، بل في ما يريده الجيش لتنفيذ مهامه الوطنية الأمنية والدفاعية. وللعلم، فإن سوريا ما زالت تقدم للجيش المحروقات والذخائر وصيانة الآليات والأسلحة الموجودة لديه والموجود مثلها لدى الجيش السوري، وهي خلال معركة البارد قامت بصيانة الأسلحة والآليات وتجديد الذخائر التي يحتاجها الجيش، كل ذلك بناء للاتفاق القديم الموقع بين الجيشين حول التعاون الثنائي، ومن دون أي مقابل مادي.
قامت القيامة على العماد سليمان، لأنه أكد معلومة عدم مسؤولية سوريا عن تنظيم «فتح الاسلام»، والرجل يملك من المعطيات والمعلومات الدقيقة ما يسمح له أن يقول ما قاله، بعيداً عن أي هوى او غرض، إلا ان الغرض السياسي عند الآخرين الذين استفزهم كلام العماد سليمان، دفعهم إلى سحب كل مواقفهم التي تشيد بالجيش وبقائده وأدائه لا سيما خلال معركة النهر البارد، التي يقاتل فيها الجيش باللحم الحي بلا عتاد حديث، وهم يعلمون ذلك، لذا قال القائد إن الجيش يسمع جعجعة ولا يرى طحيناً حول دعم الجيش، وأنهم يريدون من العسكريين أن يموتوا قبل أن يأتيهم الدعم.
إنها صرخة وجع قالها العماد سليمان نيابة عن جميع العسكريين، الذين يتحملون منذ أعوام طويلة ما لا يحتمله أكبر الجيوش، خاصة بعد حرب تموز، وما تلاها من تحركات سياسية داخلية لقوى الموالاة والمعارضة، وصولاً إلى حرب البارد. وحسناً فعل وزير الدفاع الياس المر بالأمس حين حذر السياسيين من «عدم إدخال الجيش في التجاذبات والاستحقاقات السياسية»، حرصاً عليه وعلى إتمام مهمته الخطيرة والدقيقة في استئصال الإرهاب من لبنان.
وهذا الأمر يقود إلى استغراب الحملة على الجيش لأسباب سياسية تناسب البعض داخلياً ودولياً على خلفية الاستحقاقات المقبلة وأهمها الاستحقاق الرئاسي، إذ يأخذ البعض على العماد سليمان أنه يتدخل أو يتعاطى في قضايا سياسية داخلية، مع أن السياسيين ومنذ عقود هم الذين أدخلوا الجيش في وحل السياسة اللبنانية، ويقوم هو بمحاولة تنظيف هذا الوحل عن جسد الجيش، ويحرص على تحصينه من أن تنخر سوسة الانقسام بنيانه.
لماذا ممنوع على قائد الجيش أن يتعاطى الملفات السياسية المتعلقة بمصير الوطن، فيما يعمل السياسيون على إدخال الجيش في كل التفاصيل السياسية عندما يتهدد مصيرهم ووجودهم خطر سياسي، فكأن مهمة الجيش الوحيدة هي حماية وجود هؤلاء السياسيين، وفي وضع مثل الذي يعيشه لبنان منذ سنوات، ومع تكليف الجيش مهام حفظ الأمن السياسي الداخلي، وإلا فليعمد السياسيون الى طلب سحب الجيش من الشوارع وليكلفوا قوى الأمن الداخلي مهمتها الطبيعية في الشأن الداخلي، وقد تم تعزيزها عدداً وعتاداً، وليسترح الجيش من مهمات الوحل الداخلي وليعد إلى ثكناته لينصرف الى مهمته الطبيعية الاساسية وهي الدفاع عن حدود الوطن.
لماذا ممنوع على قائد الجيش ـ أي قائد للجيش ـ في بلد مثل لبنان يشكل الجيش فيه محوراً من محاور الحركة السياسية الداخلية، ان تكون له طموحات سياسية. فطالما شكل قائد الجيش في كل العهود منذ الاستقلال، في اختياره وتعيينه وفي المهمات التي تطلب منه عامل استقطاب سياسي، ومهما حاول أي قائد للجيش أن ينأى بالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية ـ وهو ما يبتدع العماد سليمان شتى الوسائل حالياً ليقوم به ـ كان يجد من يحاول شد هذا الجيش ليكون طرفاً على حساب طرف، وهو الأمر الذي يشكل خطراً على المؤسسة أولاً وعلى مصير البلاد ثانياً، فليتركوا الجيش وقائده، يقلعان أشواك السياسيين المغروزة في جسد الوطن، وليعملوا على مده بالعتاد والسلاح اللازمين، إذا أرادوا استقرارا امنيا حقيقيا يضمن الاستقرار السياسي وحرية العمل لكل واحد منهم.
| |
|